اليوم وكغير العادة , سبقت الوقت قليلا إلى المسجد , كي أصلي العشاء , إضافة إلى التراويح , وفي طريق صادفني أمر غريب , نعم فأنا كالعادة لا يفارق بصري موضع قدمي وﻻ أنظر إلى الأفق كثيرا , عادة ورثها منذ صغري , كنت أحدر عيناي في الطريق , فإذ بي أشاهد صرصورا يحاول أن يعبر الطريق , فيسابق الرياح من أجل بلوغ غايته , لسوء حظه أن ترك دراجة نارية تمر , ولسوء حظه كذلك أن أعطاه الله امتياز صغر حجمه , نعم فقد توقف لها ظنا منه أنه ناج , من ضررها , متق من شرها , فطبق جميع ما جاء في قوانين البشر و الحيوان , من إرشادات ونصائح عند قطع الشارع نحو الجهة المقبلة , لكن و لكل أسف فقد جاءته الضربة حيث لم يدري وترك صاحب الدراجة كل الطريق أمامه ومر على رأس الصرصور الصغير دون أن يشعر أو أنه ﻻ يدري , فرغم هاته الحادثة الشنيعة التي حدثت في أحد أزقة مدينة متوسطة السكان , فإنها لم تسترعي انتباه أحد , و لم تجتمع حولها حلقة من أي نوع , كيفما جرت العادة في مثل هاته الحوادث , فقط صمت رهيب , وضجة بعض الأطفال هنا هناك , يلعبون الغميضة , نهض الصرصور بعد أن تأكد أنه لن يحصل على أي جنازة لائقة , و لا على أي رعاية مناسبة , سواء من الدولة أو من غيرها , فحقا كم تشبه العديد منا .
هذا ما جل في خاطري وقد مرت تلك اللحظة كما يمر وميض البرق في سماء ليلة ضلماء , فيصبح لها ضياء , هكذا فكرت حقا في هاته المخلوقات الضعيفة إنهم يقولون أنهم عاشوا منذ عهد الديناصورات , وعايشوا القروش الضخمة والحيوانات الهائلة , فلم يبقى من كل ذلك إلا هم , وقالوا بإن البشر لو افنوا حياتهم بالقنابل النووية ,فإن هاته المخلوقات ستبقى , لتحكي للجنس القادم بعدهم , حكاية جنس ظالم , فوضي , بجميع نقطه الصغيرة , وسيبدأونها دائما بالجملة التالي : " كانوا يصفوننا باللصوص , وها هم اليوم أفنو حياتهم , ولم يتركوا أي نصوص , إنهم حقا لصوص حياة غيرهم , لم يكتفوا بجنسهم , بل دمروا الكوكب , هكذا يا أعزائي كانت قصتهم " .
نعم تساءلت في تلك اللحظة , لما لا تموت هاته الحيوانات القبيحة حتى وإن مرت عليها دراجة نارية ك"موتوبيكان" , لما لا تكون مثل حشرة اليوم الواحد "mayfly" , تولد في الصباح وتموت في المساء , هل لها أي نفع في هذا الكوكب , هل لنا نحن فائدة ما , نعم هناك فوائد لها رغم أننا لا نستشعرها , :) يمكنك أن تقرأ عن بنات وردان .