الجمعة، 12 يوليو 2013

المدرسة ... مكان للإبداع ﻻ مصنع الات .

ونحن صغار كنا نعتبر المدرسة مكان نجتمع فيه لنلعب في الوقت الذي يسمى فسحة , فكبرنا قليلا وتضيقت تلك الفسحة فأصبحنا نبحث عن ثقوب في جدار القسم لنشم نسيم الحرية , من هذا السجن التعيس , انطلقنا إلى الإعدادية فكنا نقنع انفسنا أننا كبرنا الآن وعلينا فقط أن نقنع بالألعاب المقننة التي تدخل ضمن الألعاب التي تبرمجها الإعدادية سواء تعلق الأمر بالإعداديات العادية والتي تتوفر على داخلية ,
أما عندما نزل في رحاب الثانوية العامة , فوجدنا إن الحراس اكثر من التلاميذ وان القيود والسلاسل أكثر من الأقلام والشموع رغم تلك العبارات المشهورة التي تكتب على الجدران "ﻻ تلعن الظلام ولكن اشعل شمعة" إلى ما دون ذلك  , وأن العلم الذي نأخد هو علم "المونينكس" ﻻ اقل ولا أكثر فقط لكي تمر تلك 300 يوم دون رجعة فعبارة الأستاد مشهورة "مخلص مخلص شوف نتا اش غادي تدير" المهم الى ما دون دلك من العبارات المستفزة .
من قرأ الإبتدائي الى الإ عدادي فقد اخد علمه كاملا و كمل الفرض ومن زاد عن ذلك طمعا , فإنما يبدر ايامه سدى و ﻻ بأس ان ان تتم لكن ﻻ تجعله منبع العلم وحده ,
وهذا ما فهمته عندما انتقلنا انتقالا كاملا الى الجامعة في دورة حياة دراسية تولد  في الإبتدائي , وتموت موتا بطيئا في الجامعة , فإن لم تقتلك نفسك قتلوك ,
نعم لم نفهم هذا النظام الذي وضعنا فيه انفسنا لمدة 16 عاما , إلا عندما وصلنا إلى الجامعة فقرأنا الكثير عن النظام التعليمي في العالم وعن دور المؤسسة التعليمية فوجدناها مجرد أداة اخرى لإعادة إنتاج نفس الأنماط من البشر ,"لهذا لا نتقدم أبدا , فالإبداع الذي نولد به , ﻻ تبقى معنا فقد لأنه تمت قولبتنا على نفس الشكل في المدرسة , أنت تشبه طبقتك وﻻ مفر من ذلك إلا إذا كانت عندك بعض الموارد واستثمرتها على نفسك" , ولذلك نجد بعض المفكرين العالمين يدعون إلى هدم المؤسسة التعليمية والرجوع الى مكان عليه التعليم سابقا يعني بدون مؤسسة يتحكم فيها النظام السياسي او الاقتصادي , بل يجب ان تعكس المجتمع بدون تتدخل فيها ايديلوجية ما , بل فقط اعطاء الفرصة للابن من اجل الابداع واثبات الذات.
فما رأيك أنت؟