الجمعة، 1 نوفمبر 2013

قصة خالد

الأربعاء يكون يوم السوق , يخرج خالد من بيته كما العادة وقد تطهر بأغلى عطر عندهم "الريفدول" ذلك العبق الروائحي الذي يلازم زوار باريس يحملونه معه أنما رحلوا أو إرتحلو , رأوا الحضارة ولم يتفيدوا من ذوقها كما يجب , بل ذهبوا إلى تلك البلاد البعيد , حاملين ثقافة و أفكار سابقة أهمها أنهم محكورين و أنه الأخر شر بعينه , فبقوا في قوعتهم , ورجعوا في الحالة التي كانوا عليها لما ذهبوا .
هذا لا يهم خالد , خالد فتى بسيط في قرية جبلية , قليلة ما يزورها الزوار , جميع الناس يعرفون بعضهم البعض و يلتقون في مناسبات عديدة , ولأن الظلام كان سيد الموقف في تلك المداشر القديمة في مغرب أخر غير مغرب الهواتف و الحواسيب . فقد كان خالد يعتبر السوق الاسبوعي فرصة سانحة لكي يهرب من المدرسة , بل إنها أكثر فرصة فإنه في هذا اليوم سيلعب لعبة المفضلة في قاعة البليار , أو ربما فقط يتجول بين دروب السوق لعله يجد شيئا مميزا يفتخر به أمام من هم في سنه , في المساء عندما يرجع . المهم أن يأتي بدليل أنه كان في السوق لكي يغيض من حضر الدرس .

في صباح اليوم الموالي يطلب من أمه أن تعد له حامضا إن كان موجودا , لكنه يتأسف أنه لم يأتي به البارحة من السوق فيقشر البرتقالة التي كان سيأكلها بين الحصص ويذهن به يديه .