كان لدي في ذلك اليوم التعس , محاظرة من محاظرات أستاذ لا يفقه في عصره شيئا , لا يهمني أصلا ما يقول إلا لأننا سنمتحن فيه , إستقليت الحافلة , متجها نحو المحطة لكي أستقل أخرى , ومع حرارة الشمس إرتفعت درجة حرارة الحافلة و أصبحت على صفيح ساخن , فأصبح هؤلاء الذين يتخندقون دائما في وراء الحافلة يسبون السائق و كثيرا ما أسبقهم إلى موضعهم ذلك في كثير من الأحيان لأنه يعتبر ملاذا لكي أتخبى عن العيون الحذقة فكثيرا ما أقوم بقراءة كتابة في الحافلة . طفل يبكي , وأمه تخيفه بطريقة إستفزازية , كنت أود أن أقول لها كيف تريدينه أن يصبحا غير شمكار هذا إن كبر . و فتاتان تتحدثان هناك عن حلمهما في الزواج , وخلفها صبيان في مقتبل العمر يمزحان , و أثناء كل هذا يخرج سائق تاكسي من مكان غير معروف , لم يشاهد أحد , وبينما كان سائق الحافلة ينظر إلى سيقان تلك الطالبة اليافع , إذ به يصطدم بصاحب التاكسي , لكن لحسن الحظ ففرامله القوية أسعفته بكل قوة .
صاحب التاكسي , أخد التاكسي مؤخرا بالتسليف , رغم ذلك فهو سعيد فبعد مرور عام سيتزوج من محبوبته التي احبها دوما رغم أنها تسبب لها المشاكل , عام من التقسيط و العمل المضني سيجمع القليل و يكتري محالا لبيع مواد التجميل , إنها تعتبر تجارة العصر و الأكثر ربحا بين مثيلاتها , ينطلق خارجا من المحطة , يجب أن يسبق الجميع ليحصل على مكان و بالتالي على زبناء زيادة , ينطلق . وفي لحظة حساب الدريهمات في يده التي جمعها اليوم , تنزل سيارته فتصطدم بحافة الحافلة , يتوقف صاحب الحافلة بسرعة , يعيد صاحب التاكسي حساباته في ذهنه , "ما كسبته في شهر كامل سيذهب في إصلاح السيارة لإرجاعها كما كانت" يضغط على دواسة السرعة , فيصبح الضرر أكثر , يخرج فيطالب من صاحب الحافلة أن يعمل مع حلا ,
كلاهما متعنت , كلاهما يرى أن الخطأ في الأخر , فتنقضي ساعة أخرى , ويخرج الجمع من الحافلة , ويتجهون إلى المحطة مرة أخرى لكي يستقلوا أخرى .